الخميس، 25 فبراير 2016

قصة جدا راقية ومحزنة تحكي عن محبة الامام علي (عليه السلام) هل هي مثل محبة الكوفي ام مثل القصاب الذي افدى ولديه قبال محبة الامام سلام الله عليه


قصة جدا راقية ومحزنة تحكي عن محبة الامام علي (عليه السلام) هل هي مثل محبة الكوفي ام مثل القصاب الذي افدى ولديه قبال محبة الامام سلام الله عليه .


إليكم هذه القصة المنقولة ..


يوم من الايام كان امير المؤمنين علي جالسا في مسجد الكوفة ، فتشرف بحضرته احد الكوفيين ، و بعد عرض السلام ، قال له:


الكوفي: انا احبك ...


قال الامام : بلسانك ،، ام بقلبك و لسانك ؟؟


الكوفي : بالقلب و اللسان احبك ..


فاجابه الامام : اذا قم تعال معي لاريك من يحبني بقلبه و لسانه.


و بعد ان غدوا خارج الكوفة ، امره الامام بغمض عينيه و التقدم ثلاث خطوات ، و ما ان فتح عينيه حتى وجد نفسه في مدينة كبيرة تعج بالناس ،، البعض منهم مسلمون ، و الاخرون من الكفار.


الامام : تعال معي لاعرفك على من يحبني قلبا و لسانا .


مشى الامام مع الرجل الى دكان رجل قصاب ،، اعطى الامام درهما للكوفي و قال :


الامام : اشتر لحما من هذا القصاب ...


اخذ الكوفي الدرهم ، و اتجه الى دكان القصاب ،،


الكوفي : خذ هذا الدرهم ، و اعطني مقابله لحما .


من هيئة الكوفي ،عرف القصاب انه رجل غريب ، فسأله ..


القصاب : من اين انت ؟؟


الكوفي : من الكوفة ..


القصاب : انت من مدينة مولاي علي بن ابي طالب !!!!....


الكوفي : نعم ..


القصاب : لابد ان تكون الليلة ضيفي ،، لمحبة علي المرتضى (ع )..


الكوفي : ان معي رفيقا ...


القصاب : احضره هو الاخر معك .


اتجه الكوفي الى الامام و اخبره بما جرى ... و اتجه الاثنان الى دكان القصاب..


القصاب يسال بفرح شديد ..


القصاب ، اانتما من كوفة ، مدينة مولاي علي بن ابي طالب ؟؟


اجابا : نعم ..


فاقفل القصاب دكانه فورا ، و اخذ ضيفيه الى بيته ..


القصاب لزوجته : ان معي رجلان غريبان من مدينة مولاي علي بن ابي طالب ، فاكرمي ضيافتهما ..


فقامت الزوجة و بفرح شديد ، تجهز المكان ، و تفرشه بشكل لائق .. و انشغلت في خدمتهما ..


القى الامام ، بعد ان استقر بهما المجلس ، نظرة في البيت ، و وقع نظره على طفلين صغيرين محبوبين كانهما نجمين لامعين ...


و في الليل وصل الكوفي الى منزله و كان خارجا، و سال زوجته :


الكوفي : ما فعلت ؟؟


الزوجة : كما امرتني ...


و حان صلاة المغرب فانشغل الامام بالصلاة ،، و خلفه القصاب يأتم به ..


و ما ان انتهوا من الصلاة ، حتى سمع القصاب طرقات على باب داره ،، فخرج ليستطلع الامر ... فتح الباب ليرى احد رجال الشرطة بانتظاره .


القصاب : ماذا تريد ..


الشرطي : الامير امرني بقتلك ، و اخذ دمك اليه ،، لانه مرض مرضا اوصاه الاطباء بدم محب علي حتى يشفى...


القصاب : ان لدي ضيوفا ، فاسمح لي ان اوصي بهما زوجتي ...


القصاب لزوجته : يا زوجتي الوفية .. ارجوك ان تكرمي ضيفينا ،، فقد سمعت ان مولاي يحب الضيوف كثيرا ،، فانا لدي عمل خارج المنزل ..


قال هذا و اتجه من فوره خارج المنزل من غير ان يخبر زوجته بالامر لئلا تحزن ،، و حتى يتم ضيافا الرجلين كاحسن ضيافة ... و بلا فاصله خرج الطفلين على اثر والدهما من غير ان يعلم ...


و ما ان رفع السياف سيفه مستعدا لقطع راس القصاب ، حتى انبرى الابن الاكبر طالبا من السياف قطع راسه و ترك ابيه ، فوافق السياف...


رفع السياف سيفه و اهوى به على رقبة الطفل ليفصل راسه عن بدنه ، و امام ناظري اباه و اخاه ،،، في هذه اللحظات القى الاخ الاضغر بجسده على اخيه يحتضنه ،،، و ليفصل راسه عن بدنه هو الاخر ...


اخذ السياف من دمائهما الى الامير و اخبره بتمام القصة ...


اما القصاب فبعينين ممتلئتين دمعا ، و بكبد محترقة اسى ، حمل راس ولديه الصغيرين و بدنهما ، و اخفاهما في زاوية في داره ، و اتجه الى زوجته يامرها بوضع الغذاء ،،، و لم يبد لها اي شيء مما جرى ..


وضعت السفرة و احضر الطعام ، و جلس القصاب بحضرة ضيفيه ،،


القصاب : تفضلوا بسم الله و على محبة مولانا كلوا من هذا الطعام .


الامام : حتى يحضر ابناك ،، فلن ناكل شيئا ..


القصاب : يا اخي ،، انتم كلوا طعامكم ،، فلاطفال في مكان اخر ..


رفض الامام ان ياكل شيئا الا بحضور الطفلين ،، و كلما اصر القصاب على امير المؤمنين ، لم يجدي نفعا ،،، و بعد طول اصرار ...قال له الامام (ع ) : اما تعرفني ؟؟؟ انا مولاك علي بن ابي طالب ...


القصاب : يا مولاي ، انا و ابناي ، و مالي و زوجتي كلنا فداك ..


و اتجه الى زوجته ،،، فسالته عن الطفلين و كانت احست بغيابهما ..


القصاب : لا ترفعي صوتك ، فقد ذبحا على محبة مولانا علي


لم تملك الزوجة نفسها حتى شرعت في بكاء شديد ... فقال لها القصاب :


اهدئي فان ضيفنا رحيم ، سيحيي طفلينا ..


تعجبت الزوجة ، فانى لهذا الضيف ان يحييهما ..


القصاب : ان ضيفنا هو امير المؤمنين علي .


ما ان سمعت هذا الكلمات حتى القت بنفسها على اقدام الامام تقبلهما ،،، فقال لهما الامام :


لا تحزنا ! الان باذن الله ساحيي طفلاكما ،، (للقصاب): احضر جسد الطفلين هنا ...


احضر القصاب جسد الطفلين و وضعهما امام الامام ،،، فقام و صلى عليهما ركعتين و دعا ببعض الدعوات ،،، يقول الكوفي : ما رايت الا و قد قام الطفلان حيين و قالا :


((لبيك ، لبيك ، يا مولانا يا ابا الحسن ))


و القى الطفلين و امهما و اباهما على اقدام الامام يقبلانها ، و هما بفرح شديد..


الامام يسال الكوفي : هل انت مثل هذا القصاب تحبني بقلبك و لسانك ؟؟


الكوفي و قد عرف معنى الحب الحقيقي ، اجاب : لا


و جلسوا معا لتناول الغذاء .. بعدها اخذ الرجل باطراف ثوب الامام يرجوه ،، ان انتشر هذا الامر في المدينة و على الامير بالخبر فسيقضي عليهم جميعا .. فقال له الامام لا تخف اذا ، اذا اصابك امر و احتجتني ، نادي باسمي فقط ..


وودع الامام القصاب و خرج مع الكوفي و امره ان يغمض عينيه كما فعل و يتقدم ثلاث خطوات ،، ليكونا في الكوفة ...


و سرعان ما انتشر خبر القصاب في مدينته ... و وصل الى الامير ،،، فامر جنوده بالقضاء عليهم كلهم ... لكن القصاب ما ان راى جنود الامير تهجم على داره حتى قام يهتف باسم امير الولاية ... و في نفس تلك اللحظة حضر الامام و قاتل المهاجمين بشجاعته المعروفة ،، و طبعا هزمهم ...


سمع الامير بخبر الامام ، ففزع فزعا شديدا ، و قام براس مكشوف و قدمان حافيين ، يركض الى الامير ،، ينشد منه الامان . فامنه الامام ، و امن الامير و حسن ايمانه ، و صاربعاقبة خيرة ..


((فهل نكون مثل الكوفي ، ام مثل القصاب الذي يجسد معنى الحب الحقيقي ، بقلبه و لسانه ؟؟؟))

قصه موثره عن صلاة الفجر

ﻗﺼﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ
¤°¤¤°¤¤°¤¤°¤¤°¤¤°¤¤°
ﻗﺼﺔ ﻟﻄﻔﻞ ﻳﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ، ﻓﻜﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻤﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ..؟ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ
ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻭﺧﻼﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﺼﺺ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﺘﻄﺮﻕ ﻓﻲ
ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﺳﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺗﻜﻠﻢ
ﻋﻦ ﻓﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺗﺄﺛﺮ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ،
ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻻ ﺃﻫﻠﻪ ... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ
ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻳﻮﻡ ﻏﺪﺍً .. ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺣﻼً ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺎً
ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﻔﺬ ﻣﺎ ﻓﻜﺮ ﺑﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ .. ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻃﻘﻄﻘﺔ ﺣﺬﺍﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺮﺟﻞ ﺷﻴﺦ ﻳﻬﻠﻞ ﻣﺘﺠﻬﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻌﺮﻓﻪ ﻧﻌﻢ ﻋﺮﻓﻪ ﺇﻧﻪ ﺟﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﻭﺟﺎﺭﻩ .. ﺗﺴﻠﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺨﻔﻴﺔ ﻭﻫﺪﻭﺀ ﺧﻠﻒ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻓﻴﺨﺒﺮ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻴﻌﺎﻗﺒﻮﻧﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻮﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ‏( ﺟﺪ ﺃﺣﻤﺪ‏) ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﺬﻫﻞ ..
ﺑﻜﻰ ﻭﺑﻜﻰ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺳﻨﻚ ﻟﺘﻠﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺮﻳﺒﻚ ﻓﺘﻔﻘﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻰ
ﺃﺑﻴﻪ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺩﺍﻣﻌﺔ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﺣﺰﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎﻟﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ، ﺻﻌﻖ ﺍﻷﺏ
ﻭﺍﻧﺒﻬﺮ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻓﻘﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ، ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻷﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﻣﺎﺫﺍ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ: ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻧﻌﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﻋﺒﺮﺍﺗﻪ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ
ﺃﺑﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﻲ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﺏ: ﺃﻳﻦ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺏ : ﻛﻴﻒ، ﻓﺤﻜﻰ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﺘﺄﺛﺮ ﺍﻷﺏ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺍﺷﻌﺮ ﺟﻠﺪﻩ ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﺎﺣﺘﻀﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﻱ ﺻﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ..
. ﻓﻬﻨﻴﺌﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺏ،،، ﻭﻫﻨﻴﺌﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ،، ﻭﻫﻨﻴﺌﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ

معلومه غريبه

ﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﻪ ﻗﻴﻤﻪ ﺟﺪﺍ ﺟﺪﺍ . ﺳﺘﻔﺎﺟﻰﺀ ﺑﻬﺎ .
ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺍﻵﻥ : ﻣﺎ ﺣﺎﺻﻞ ﺿﺮﺏ 3×2 ؟
ﺳﺘﺠﻴﺐ ﺑﻜﻞ ﺳﻼﺳﺔ : 6 !
ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻓﻲ ﻛﻢ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺣﻠﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ؟
ﺳﺘُﺠﻴﺐ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﺎﻧﻴﺔ !
.. ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ‏( ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ‏) ﺗﺤﺴﺐ ﺣﺎﺻﻞ ﺿﺮﺏ 13×12؟
ﺳﺘﺘﺮﺩﺩ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺍﻵﻟﺔ !!
ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ﺻﺎﺭﻭﺧﻴﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻚ ﺩﻗﺔ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻣﻊ ﺳﺮﻋﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﺍﻵﺩﺍﺀ ,
ﻣﺨﺘﺼﺮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺍﺗﺞ ﺿﺮﺏ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ 11
ﺇﻟﻰ 19 ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻀﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ 1 ﺇﻟﻰ 9
ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺤﻞ : 12 × 13
ﺧﺬ ﺍﻟﺮﻗﻢ‏( 2‏) ﻭﺍﺿﺮﺑﻪ ﻓﻲ ‏(3 ‏)
ﻭﺿﻊ ﺃﻭﻝ ﻧﺎﺗﺞ : 6
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﻗﻢ‏( 2‏) ﺍﺟﻤﻌﻪ ﻣﻊ ‏(3 ‏)
ﻭﺿﻊ ﺛﺎﻧﻲ ﻧﺎﺗﺢ : 5
ﺿﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ 1:
ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ 156 :
ﻓﻠﻨﺠﺮﺏ ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ : 12×14 = ؟
2×4 = 8
ﻭﺃﻳﻀﺎ 2+4 = 6 ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ
ﺇﺫﺍ ًﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻫﻮ 168 :
ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺘﺜﺒﻴﺖ :
13×11 = ؟
3×1 = 3 ﻭﺃﻳﻀﺎ 3+1 = 4
ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ
ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ 143 :
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﻔﻊ ﺑﻪ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﺎﻣﺤﻜﻢ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﻪ ﺳﻬﻠﻪ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻌﻘﺪﻳﻨﻬﺎ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻤﻬﺎ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻭﻣﻔﻴﺪﺓ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ‏( ﺍﻟﻤﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ‏)
ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ‏(286 ‏) ﺁﻳﺔ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺭﻗﺎﻡ ﻭﻫﻲ 286
ﺇﺫﺍ ﺣﺬﻓﻨﺎ ﺭﻗﻢ 2 ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ 86
ﻭﻫﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻤﻜﻴﺔ
ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺬﻓﻨﺎ ﺭﻗﻢ 6 ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ 28
ﻭﻫﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺪﺩ 86 ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﺩ 28 ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ 114 ﻭﻫﻲ ﻋﺪﺩ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻤﺎﺳﺒﻖ ﺍﻵﺗﻲ :
ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺕ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 286
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻤﻜﻴﺔ 86
ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ 28
ﻋﺪﺩ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ 114
‏( ﺃﻛﻴﺪ ﻟﻦ ﺗﻨﺴﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ‏)
ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮﻑ ﺭﻗﻢ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﻟﻜﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺳﺆﺍﻝ :
ﻣﺎﺭﻗﻢ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﺜﻼً ؟
ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ :
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﺃﻱ ﺭﻗﻢ ﺗﺴﻌﺔ
ﺗﺴﻌﺔ ﻧﺎﻗﺺ ﻭﺍﺣﺪ = ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ
ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺿﺮﺏ ﺍﺛﻨﻴﻦ = ..16
ﺛﻢ ﻧﻀﻴﻒ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺮﻗﻢ ..16
ﻓﻴﺼﺒﺢ 162
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ
ﺃﻛﺮﺭ ﻟﻜﻢ ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ :
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ
21 20=1-
40=2×20
ﻧﻀﻴﻒ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺮﻗﻢ ..40
ﻳﺼﺒﺢ 402
ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺭﻗﻢ 402
ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ
ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮﻙ؛ ﻟِﺘَﻌُﻢَّ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓُ،
ﺗﻌﻠﻤﻮﻫﺎ ﻭﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ
ﻣﺬﻫﻞ ﻣﻦ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ؟
ﺱ : 1 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻤﻦ ﻗﺮﺍﻫﺎ؟
ﺝ 1 : ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .
ﺱ : 2 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍ?ﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻢ ﺍ ?ﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ؟
ﺝ 2 : ﻫﻦ ﺃﻭﻝ ﻋﺸﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ .
ﺱ : 3 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ؟
ﺝ 3 : ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺛﺮ .
ﺱ : 4 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ؟
ﺝ 4 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ .
ﺱ : 5 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ؟
ﺝ 5 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ .
ﺱ : 6 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﻴﻦ؟
ﺝ 6 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻒ .
ﺱ : 7 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺩﻳﻊ؟
ﺝ 7 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺼﺮ .
ﺱ : 8 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ؟
ﺝ 8 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
ﺱ : 9 ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺳﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ؟
ﺝ 9 : ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ .
ﺱ 10 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍ ? ﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﻛﻞ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟
ﺝ : 10 ﻫﻲ ﺃﺧﺮ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺢ
ﺱ 11 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ؟
ﺝ : 11 ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻂ ? ﻕ .
ﺱ 12 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ؟
ﺝ : 12 ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ .
ﺱ 13 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻨﺠﻴﺔ ؟
ﺝ : 13 ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ‏( ﺗﺒﺎﺭﻙ‏)
ﺱ 14 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍ ? ﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ؟
ﺝ : 14 ﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻭﺍ ﺍ ? ﻣﺎﻧﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ‏)
ﺱ 15 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤُﺴﺒﺤﺎﺕ؟
ﺝ : 15 ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺘﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﻲ : ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﺍﻟﺼﻒ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﺑﻦ ﻭﺍ? ﻋﻠﻰ .
ﺱ 16 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺃﺧﺖ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺘﻴﻦ؟
ﺝ : 16 ﺳﻮﺭﺓ ﺍ ? ﻋﺮﺍﻑ .
ﺱ 17 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ؟
ﺝ : 17 ﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ .
ﺱ 18 : ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﻦ
ﺳﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻠﻴﻘﺮﺃﻫﺎ؟
ﺝ : 18 ﻫﻲ ﺳﻮﺭ : ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﺮ -ﺍ ? ﻧﻔﻄﺎﺭ - ﺍ ? ﻧﺸﻘﺎﻕ

معلومه غريبة


ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﻌﻠﻮﻣﻪ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻲ
ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﻋﺮﻑ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺃﺣﺪﺍﺙ 11 ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2001
ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻣﺮ ﻳﻮﻡ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2001 ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺟﺮﻑ ﻫﺎﺭ
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﺃﻓﻤﻦ ﺃﺳﺲ ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻥ ﺧﻴﺮ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ
ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺟﺮﻑ ﻫﺎﺭ ﻓﺎﻧﻬﺎﺭ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ "
‏( 108 – 109 ‏) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ .
ﺗﻘﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ‏( 11 ‏) ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭﺭﻗﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ‏( 9 ‏) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭ ﻋﺪﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ‏( 2001 ‏) ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭ
ﺭﻗﻢ ﺍﻵﻳﺔ ‏( 108 109 – ‏) ﻭﻫﻤﺎ ﺭﻗﻤﺎ ﺍﻟﺒﺮﺟﻴﻦ .
ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ .. ‏[ ﺳَﻨُﺮِﻳﻬِﻢْ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻵﻓَﺎﻕِ ﻭَﻓِﻲ ﺃَﻧﻔُﺴِﻬِﻢْ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺘَﺒَﻴَّﻦَ ﻟَﻬُﻢْ ﺃَﻧَّﻪُ ﺍﻟﺤَﻖُّ ‏]
‏[ ﻓﺼﻠﺖ 53: ‏]
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

مراحل يوم القيامه

محتويات ١ يوم القيامة ٢ ما هي مراحل يوم القيامة ٢.١ قيام الساعة ٢.٢ البعث من القبور ٢.٣ الحشر ٢.٤ العرض والسؤال ٢.٥ أخذ كتب الأعمال ٢.٦ الحساب والميزان ٢.٧ الصراط ٢.٨ الحوض ٢.٩ الجنة والنار يوم القيامة يوم القيامة هو يوم عظيم جاء ذكر مراحله ومشاهده في القرآن الكريم دون معرفة وقت حدوثه، وهي من حكم الله عز وجل وعلمه الذي أخفى موعده عن سائر البشر كي يبقى الإنسان يعمل لهذا اليوم ويكون مستعداً له في أي وقت. ولكن رحمة الله الواسعة بعباده أنّه ذكر لنا مشاهده لنكون على علم تام لما في هذا اليوم من أهوال، ولنعمل الخيرات ونبتعد عن المعصيات فوعده حق. وجاء ليوم القيامة عدة أسماء ذكرت في القرآن الكريم؛ كالقارعة، والطامة، والصارخة، واليوم الآخر، وهو ركن من أركان الإيمان الذي يجب التصديق به والعمل لأجل هذه الساعة فهو يبدأ بقيام الساعة وينتهي بدخول الجنة أو النار.
ما هي مراحل يوم القيامة
قيام الساعة
 المرحلة الأولى لانتهاء الحياة الدنيا وبداية اليوم الآخر، وفي هذه الساعة يأمر الله عز وجل الملك إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور النفخة الأولى، فتتشقق السماء وتتفتت الأرض وتزول الجبال وتتصادم النجوم فيضطرب نظام الكون وتفزع المخلوقات جميعها من أهوال المشاهد، ثمّ يأمر الله عز وجل الملك إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور النفخة الثانية فتهلك جميع الأحياء.

 البعث من القبور
 يأتي هذا المشهد بعد انتهاء الكون وموت جميع المخلوقات، فيأمر الله تبارك وتعالى الملك إسرافيل عليه السلام بالنفخ في الصور النفخة الثالثة، ويبعث الله تبارك وتعالى الموتى من القبور ويجمع جميع أجزاءهم بعدما تفرقت، ويعيد إليهم أرواحهم.

 الحشر
هو جمع الخلائق (الملائكة والإنس والجن والحيوانات) للحساب، فيحشرهم الله عز وجل على أرض مستوية حفاة عراة وكل مخلوق مشغول بأحواله، وهو موقف طويل يشتد على الناس حتى يتصبّب منهم العرق، ولكن الله عز وجل يخففه على عباده المؤمنين ويكون سهلاً عليهم.

 العرض والسؤال
 وهو الوقوف بين يديّ الله تبارك وتعالى، فيعرض الناس على ربهم صفّاً صفّاً، ثم يسألهم الله عز وجل عن جميع أعمالهم ويحكم بينهم بالعدل. أخذ كتب الأعمال بعد انتهاء العرض والسؤال، من الناس من يأخذ كتابه بيمينه وهو المؤمن الطائع الذي يفرح بأعماله الصالحة ويتباهى فيها، ومن الناس من يأخذ كتابه بشماله وهو الكافر الذي يحزن ويستاء لأعماله السيئة ويتمنى أنّه لم يرها.

 الحساب والميزان
في هذه المرحلة يبدأ حساب الله تعالى للعباد فيُعلمهم ما عملوا في الدنيا وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وسمعهم وأبصارهم وألسنتهم وكافة جوارحهم، ثم ينصب الله تعالى ميزان ذو كفتان وتوضع الأعمال الصالحة في كفة والأعمال السيئة في الكفة الأخرى، ليكون الجزاء بمقدارها، فمن صلحت أعماله ثقلت موازينه وكان من الناجيين، ومن ساءت أعماله خفت موازينه وكان من الهالكين.

الصراط
 وهو جسر منصوب فوق جهنم يمر عنه جميع الناس، فالمؤمنون الصادقون يمرون عليه بسرعة البرق الخاطف، دون أن يصيبهم أي مكروه، أما الكافرون فلا يستطيعون تجاوزه فيقعون في جهنم. الحوض مكان عظيم مليء بالماء الذي يأتي من نهر الكوثر في الجنة، يكرم الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليسقي منه المؤمنين بعد التعب الذي شهدوه من أهوال يوم القيامة، وأوّل من يشرب منه هو سيدنا محمد ثم تأتي أمته فيشربوا منه ما عدا الذين انحرفوا عن هَدْي نبينا محمد فإنّ الملائكة عليهم السلام يطردوهم، كما يتساءل الرسول الكريم عن سبب طرد الملائكة لهم فيجيبونه: (إنّك لا تدري ماذا أحدثوا من بعدك) فيقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (سحقاً سحقاً لمن غيّر من بعدي).

الجنة والنار
 وهما آخر مراحل يوم القيامة فيدخل الجنة من آمن بالله عز وجل واتقاه وخاف مقامه وعمل الصالحات وابتعد عن المحرمات والمعاصي، وكانت الجنة جزاءه الأبدي، أما النّار فهي المكان الدائم للكفار والعصاة الذين عصوا الله وأنبياءه وكانوا يعملون المعاصي والسيئات والذنوب فكانت النار جزاء أعمالهم

قصه ادم وحواء وابنيهما

أبونا آدم وأُمّنا حوّاء
« قصّة ابونا آدم و أَُُمّنا حوّاء »
في البِداية
قَبلَ ملايينِ السِّنين خَلَقَ اللهُ العالَم.. الكواكبَ والنجومَ والسماواتِ.. وخَلقَ اللهُ الملائكةَ مِن نور.. وخَلقَ الجِنَّ من نار.. وخَلقَ اللهُ الأرض.
لَم تَكُن الأرضُ مِثلَما هي علَيها اليَوم.. كانت مَليئةً بالبِحار، وكانت الأمواجُ ثائرة، والرِّياحُ تَعصِفُ بشدّة.. والبَراكينُ مُشتَعلة، والنَّيازِكُ الضَّخمةُ والشُّهُبُ تُهاجِمُ الأرض.
ولَم تكن هناك من حياةٍ على الأرض.. لا في البحارِ ولا في البَراري.
وقبلَ مَلايينِ السِّنين، ظَهَرت في البحرِ أنواعٌ صغيرةٌ من الأسماك، وظَهَرت في البَرِّ نباتاتٌ بسيطة.
ثُمّ تَطوَّرت الحياةُ شيئاً فشيئاً؛ وظَهَرت على سطحِ الأرض حَيواناتٌ كالزَّواحِف، والبَرْمائيّات. وظَهَرت الدِّيناصُورات بأشكالِها المُتعدّدةِ وأنواعِها المُختلفة.
وبينَ فترةٍ وأُخرى كانت الثُّلوجُ تُغَطّي الأرضَ، فتَموتُ النباتاتُ وتَموتُ الحَيواناتُ وتَنقَرِض، وتَظهَرُ بَدَلها أنواعٌ جديدة.. وبينَ فترةٍ وأُخرى تَذوبُ الثُّلوجُ وتَعودُ الحياةُ في الأرضِ مرّةً أُخرى.
في تلك الأزمنةِ السَّحيقة.. وما تَزالُ الأرضُ لَم تَهدأ بَعدُ مِن البَراكينِ والزَّلازلِ.. والعَواصفِ العاتية والأمواجِ الثائرة.. ولَم تَكُن الثُّلوجُ قد ذابَت بَعدُ.. في تلكَ الأزمنةِ البعيدةِ أخذَ اللهُ من الأرضِ تُراباً.. مِن المُرتَفعاتِ، ومن السُّهولِ، ومن الأرض السَّبْخةِ المالِحة، ومن الأرضِ الخِصبةِ العَذبة.. مُزِجَت التُّربةُ بالماءِ، وأصبَحت طِيناً مُتماسِكَ الجُزئيّات.
خَلَق اللهُ سبحانه من ذلك الطِّينِ ما يُشبِهُ هَيئةَ الإنسان؛ رأسٌ وعَيْنانِ، ولسانٌ وشَفَتانِ، وأنفٌ وأُذُنانِ، وقلبٌ ويَدانِ، وصَدرٌ وقَدَمان.
تَبَخّر الماءُ وجَمَد التِّمثالُ البَشَري، أصبَحَ الطينُ حَجَراً صَلْداً يابِساً إذا هَبّت الرِّيحُ يُسمَعُ منه صَوتٌ يَنِمُّ عن تَماسُكِه.
وعلى هذهِ الحالةِ.. ظَلَّ التِّمثالُ نائماً إلى أمَدٍ طويلٍ لا يَعَلمُ مَداهُ إلاّ اللهُ سبحانه.
الأرض
وفي تلك الفَترةِ من الزمنِ.. هَدَأتِ الأرضُ، هَدَأ الأمواجُ في البحارِ، وهَدأتِ العَواصِفُ، وانطَفأ كثيرٌ مِن البَراكين...
ونَمَت الغاباتُ.. أصبحت كثيفةً، وامتَلأت بالحيواناتِ والطُّيور، وتَفَجّرت يَنابيعُ المِياهِ العَذبة، وجَرَت الأنهار.
أمّا المَناطقُ التي انعَدَمَ فيها الماءُ فقد كانَتِ الرِّياحُ الطَّيِّبةُ تَحمِلُ لها الغيوم، وهناك تَهطِلُ الأمطارُ لِتُحيي الصَّحراءَ الخاليةَ من الأنهارِ والنَّبات.
وعندما يُسافِرُ المَرءُ في الفضاءِ يُشاهِدُ الأرضَ مِن بَعيدٍ كُرةً تَدورُ في الفضاءِ حولَ الشمسِ فتَنشَأ الفُصول.
صَيفٌ يُعقِبهُ خَريف، وخَريفٌ يُعقِبهُ شِتاء، وبَعد الشتاءِ يأتي الربيع.
فتَزادادُ الأرضُ خُضرةً، وتُصبِحُ النَّباتاتُ والغاباتُ أكثَرَ بهجةً.
وتَتَدفَّقُ الأنهارُ بالمِياهِ العَذبة، وتَفورُ الينابيعُ بالمِياهِ الصافيةِ الباردة.
وتَدورُ الأرضُ حولَ نفسِها، فيَنشأُ الليلُ والنهار.
في النهارِ.. تَستَيقِظُ الطُّيورُ فَتَطيرُ باحِثَةً عن رِزقِها، وتَستَيقظُ الحيواناتُ تَبحَثُ عن طَعامِها.
الغِزْلان تَركُضُ في الغابات، والوُعُولُ فوقَ سُفوحِ الجِبال، والفَراشات تَدورُ في الحَدائقِ تَبحَثُ عن الأزهار والرَّحيق، والحَيوانات المُفتَرِسَةُ تَزأَرُ في الغابات.
كلُّ شيءٍ في الأرضِ يَنمو ويَتَكاثَرُ، فالأرضُ تَمتلئ بالحياةِ والبهجة.
الأشجارُ تَحمِلُ الثِّمار، والخِرافُ والماعِزُ تأوي إلى الكُهوفِ تَبحَثُ عن مأوى يَحميها مِن الحيواناتِ الكاسِرة.
كلُّ شيءٍ يَمضي في طَريقهِ كما خَلَقَهُ اللهُ سبحانه وتعالى.
أصبَحَتِ الأرضُ جَميلةً جدّاً... أصبَحَت مُلَوّنة.. زُرَقةُ البِحار.. وخُضرَةُ الغاباتِ والتِّلالِ التي تَكْسُوها الأعشاب، وسُمرَةُ الصَّحاري.. وبَياضُ الثُّلوج.. وأشِعّةُ الشمسِ الحَمراءِ في الشُّروق.
امتَلأتِ الأرضُ بالحَياة.. طُيورٌ وحَيواناتٌ، وغاباتٌ ونَباتاتٌ وأزهارٌ وفَراشات... امّا الإنسانُ فلَم يَكُن له وجودٌ بَعدُ.
آدمُ.. الإنسانُ الأوّل
وفي لَحظةٍ من لَحظاتِ الرَّحمةِ واللُّطفِ الإلهيّ؛ نَفَخَ اللهُ في تِمثالِ الصَّلْصالِ مِن رُوحهِ، عَطَسَ وقال: الحمدُ لله.
نَهَضَ آدمُ.. دَبَّتْ فيه الرُّوحُ وأصبح بَشَراً سَوِيّاً، يَتَنفّسُ ويُجِيلُ نَظَرَهُ.. أصبَحَ يُفكّرُ ويَتأمّل.. يُحرِّكُ يَدَيهِ ويَمشي.. يَعرِفُ الجَميلَ ويُدرِكُ القَبيح.. يَعرِفُ الحَقَّ ويُدرِكُ الباطلَ.. الخيرَ والشَّرَ؛ السعادةَ والشَّقاء.
أمَرَ اللهُ المَلائكةَ أن تَسجُدَ لآدم.. أن تَسجُدَ لِما خَلَقَهُ الله.
سَجَدَ المَلائكةُ جميعاً..
المَلائكةُ لا تَعرِفُ شيئاً سِوى طاعةِ الله.. إنّها تُسبِّحُ اللهَ دائماً... خاشعةٌ للهِ في كلِّ وقت... سَجَدَت للإنسانِ؛ لأنّ الله اختارَهُ خَليفةً له في الأرض.
لأنّ اللهَ جَعَلَهُ خليفةً.. إنّه أرفَعُ مَنزلةً مِن الملائكة.
ولكنْ هُناكَ مَخلوقٌ آخَرُ لَم يَسجُدْ!! كانَ هناك جِنيٌّ خَلَقَهُ اللهُ قبلَ أن يَخلُقَ أبانا آدمَ بستّةِ آلافِ عام.. لا يَعلَمُ أحدٌ أهذِه الأعوامُ كانت مِن أعوامِ الأرضِ أم مِن أعوامِ كواكبَ أخرى لا نَعرِفُها.
الجِنُّ خَلَقَهُ اللهُ مِن النار.. إبليسُ لَم يسَجُد، لآدم.. لَم يُطِع اللهَ. قالَ في نفسِه: إنّه أفضَلُ مِن آدم؛ لأنّ أصلَهُ مِن النار.. تَكبَّرَ إبليس.. واستَنكَفَ أن يَسجُدَ لآدمَ المَخلوقِ من الطِّين..
كانَ الملائكةُ جميعاً ساجِدين.. الملائكةُ جميعاً يُطيعونَ الله، يُسبِّحونَ اسمَهُ ويُقدِّسونَ ذاتَه.. أمّا إبليسُ فقد كانَ مِن الجِنِّ فعَصى أمرَ اللهِ ولَم يَسجُدْ لآدم.
قالَ اللهُ سبحانه: لماذا لا تَسجُدُ لآدمَ يا إبليس ؟
قال إبليسُ: أنا أفضَلُ منه.. لَقَد خَلَقتَني من النار، أمّا آدمُ فمَخلوقٌ من الطين.. النارُ أفضَلُ من الطين.
طَرَدَ اللهُ إبليسَ المُتَكبِّرَ مِن حَضرَتهِ.. طَرَدَهُ من رَحمَتِه.. ومِن ذلكَ الوقتِ حَقَدَ إبليسُ على آدم.
حَسَدَهُ أوّلاً ثم حَقَدَ عليه.. إبليسُ مَخلوقٌ مُتكبّرٌ حَسُودٌ وحاقِد.. لا يُحِبُّ أحَداً سِوى نفسِه.
أصبَحَ شُغلُه وهَمُّه كيفَ يَقْضي على آدم.. كيف يَغُرُّهُ لِيُضلّه.
طَرَدَ الله إبليسَ مِن رحمتِه.. قالَ له: أُخْرُجْ فإنّكَ رَجيم.. وإنّ عليكَ لَعنتي إلى يومِ الدِّين.
قال إبليسُ: أمهِلْني يا رَبِّ إلى يومِ الدِّين.. قالَ اللهُ سبحانه: إنّكَ مِن المُنظَرينَ إلى يومِ الدين.. إلى وقتٍ مَعلوم.
قالَ إبليسُ: رَبِّ بِما أغَوَيْتَني لأقْعُدَنَّ لَهمُ صِراطَكَ المُستقيمَ لأُغويَنَّهُم أجمعين..
كَمْ هُو مَلعونٌ إبليس.. كَم هو مُكابِرٌ وكَذّاب.. إنّه يَتَّهِمُ اللهَ سبحانه بأنّه هو الذي أغواه.. لَم يُلْقِ اللَّومَ على نفسِه لِمعصيتِه.. لم يَقُل إنّه حَسَدَ آدمَ وحَقَدَ عليه، وإنّه تَكبَّر فلم يَسجُد ولَم يُطِعِ الله!
وهكذا كَفَرَ إبليس.. استَكبَرَ ثمّ كفَرَ.. ظَنَّ نفسَهُ أفضَلَ مِن آدمَ لأنّه مَخلوقٌ من نارٍ وآدمُ أصلُه طينٌ وتُراب.
إبليسُ أنانيّ.. نَسِيَ أن الله خَلَقَهُ وهو يأمرُهُ، وعليه أن يُطيعَ الله..
حَوّاء
خَلَق الله آدمَ وَحيداً.. ثُمّ خَلَق مِن أجلهِ حَوّاء. فَرِحَ آدمُ بزوجهِ، وهي أيضاً فَرِحَت بِلقائه.
أسكَنَ اللهُ سبحانه أبانا آدمَ وأُمَّنا حوّاءَ الجنّة.
الجَنّةُ مكانٌ جَميل.. جَميلٌ جدّاً.. أنهارٌ كثيرة.. وأشجارٌ خَضراءُ خالدة.
رَبيعٌ دائم.. ليس في الجنّةِ حَرٌّ ولا بَرد.. نَفَحاتٌ طيّبة.
عندما يَملأُ المرءُ صَدرَهُ منها يَشعُرُ بالسعادة..
قالَ اللهُ ربُّنا لآدم: أُسكُنْ أنتَ وزَوجُكَ الجنّةَ وكُلا منها حَيثُ شِئتُما.. أُسكُنْ فيها حيثُ تُحِبُّ، وكُلْ فيها ما تُحِبّ..
ستَكونُ سعيداً فيها، فليسَ في الجنّةِ تَعَبٌ ولا جُوعٌ ولا عُرْي..
ولكنْ إيّاكَ أن تَقتَرِبَ من هذهِ الشجرة.. إيّاكَ أن تَسمَعَ كلامَ إبليسَ، فيَخدَعَك. إنّه عَدوٌّ لك ولزوجِك.. إنّه يَحسُدُكَ يا آدم، يُضمِرُ لكَ الشَّرّ.
إنطَلَقَ آدمُ وزوجُه حوّاءُ في الجنّةِ يَنعُمانِ بظِلالِها، ويأكُلانِ من ثِمارِها.. كانَ آدمُ سعيداً وكانت حوّاءُ سعيدة..
كانا سَعيدَين جدّاً.. لقد خَلَقَهُما الله بيدِه.. ورَزَقَهُما من كلِّ شيء، وكانت الملائكةُ تُحبُّهما، لأنّ الله خَلَقَهُما ويُحبّهما..
آدمُ وحوّاءُ يَنطَلقانِ في الجنّةِ هنا وهناك، يَقتَطِفانِ من ثِمارها ويَجلِسانِ على شَواطئ أنهارِها.
شَواطئُ ساحِرَةٌ جَميلةٌ مِن الياقوتِ والعَقيقِ، والمياهُ الصافيةُ العذبةُ تَغسِلُ أقدامَهُما.. وهناك أنهارٌ من عَسَلٍ طيّبٍ ولذيذ، وأنهارٌ من لَبَن، وطُيورٌ وزُهور.. لا حُدودَ لسعادةِ آدمَ وحوّاءَ. كلُّ شيءٍ في الجنّةِ لهما.. أشجارُها وثِمارُها..
كانا يأكُلانِ من كلِّ الثِّمار.. ثِمارٌ مُختلفةُ الشَّكلِ واللَّونِ والرائِحةِ، ولكنّها جيمعاً شَهيّة..
وفي كلِّ مرّةٍ كانا يُصادِفانِ شَجَرةً في وسطِ الجنّة.. شجرةً جميلةَ المنظرِ تَتَدلّى ثمارُها.. كانا يَنظُرانِ إليها فقط.. لأنّ الله نَهاهُما عن الاقتِرابِ منها وتَناوُلِ ثِمارِها.
إبليسُ عدوُّ الإنسان
طُرِدَ إبليسُ من صُفوف الملائكة.. لقد ظَهَرت حقيقتُه في أولِ امتحان.. ظَهَرت أنانيّتُه.. وتَكبُّره.. أصبَحَ مَلعوناً رَجيماً.. لم يَعُد له مكانٌ بين الملائكة..
إبليسُ يَمتلئُ حِقداً وحَسَداً لآدمَ وزوجهِ.. أصبَحَ شُغلُه الشاغلُ كيفَ يَخدَعُ آدمَ وحوّاءَ ويُخرِجُهما من الجنّة!
قالَ في نفسِه: أنا أعرِفُ كيفَ أخدَعُهُما. أنا أعرفُ أنّهما سَيُصغِيانِ إلى وَسْوَسَتي.. سَأدعُوهُما لأن يأكُلا من تلكَ الشجرة.. وعندَها سَيَشْقى آدم.. سيُصبحُ شَقيّاً مِثلي.. سوفَ يَطرُدُه الله من الجنّة؛ حَوّاءُ هي الأخرى ستَشْقى.
الشجرة
جاءَ إبليسُ إلى آدَمَ وحَوّاء.. جاءَ لِيُوَسْوِسَ لَهُما.. لِيَخدَعَهُما، قالَ لَهُما: هَل رأيتُما أشجارَ الجنّةِ كلَّها ؟
قال آدمُ: نَعَم، لقد رَأيناها جَميعاً.. وأكَلنا ثِمارَها.
قال إبليسُ: ما فائدةُ ذلك.. وأنتُما لم تَأكُلا من شجرةِ الخُلْد.. إنّها شَجَرةُ المُلكِ الدائمِ والحياةِ الخالدة.. عندما تأكُلانِ من ثِمارِها تُصبِحانِ مَلَكَينِ في الجنّة..
قالت حَوّاءُ: تَعالَ لِنأكُلَ من شجرةِ الخُلود.
قالَ آدمُ: لقد نَهانا ربُّنا عن الاقترابِ منها..
قالَ إبليسُ وهو يَخدَعُهُما: لَو لَم تَكُن شجَرةَ الخُلودِ لَما نَهاكُما عنها.. لَو لَم تُصبِحا مَلَكَينِ لَما قالَ لَكُما ربُّكما: لا تَقْرَبا هذهِ الشَّجرةَ. إنني أنصَحُكُما أن تأكُلاها.. وعندها سوف تَصيرا مَلَكين ولن تَموتا أبداً.. ستَصيرا خالدَينِ تَنعُمانِ في هذهِ الجنّةِ إلى الأبد.
قالَ آدمُ لزوجهِ: كيف أعصي رَبِّي ؟!.. لا.. لا.
قالَ إبليسُ: هَيّا لأدُلُّكما عليها، إنها هناكَ في وسطِ الجنّةِ.
ذَهَب إبليسُ وتَبِعَهُ آدمُ وحوّاء.. كانَ إبليسُ يَمشي مُتكبّراً مَغروراً.
قالَ وهو يُشيرُ إلى الشجرة: هذهِ هي الشجرة.. أُنظُرا كَم هي جميلة! انظُرا إلى ثمارها كم هي شَهيّة!
نَظَرَت حوّاءُ.. ونَظَرَ آدمُ.. حَقّاً إنّها جَذّابة.. شهيّةُ الثِّمار.. شَجَرةٌ تُشبِهُ شجرةَ القَمح.. ولكنْ فيها ثِمارٌ مختلفةٌ وتُفّاح وعِنَب..
قالَ إبليسُ: لماذا لا تَأكُلانِ منها.. أُقسِمُ لَكُما بأني ناصِح.. أنصَحُكما أن تَتَناوَلا ثِمارَها..
أقسَمَ إبليسُ أمامَ آدمَ وحَوّاءَ أنّه يُريدُ لَهُما الخيرَ والخُلود!
وفي تلكَ اللحظةِ الرَّهيبةِ.. نَسِيَ آدَمُ ربَّهُ.. نَسِيَ المِيثاقَ الذي أخَذَهُ اللهُ عليه.. فَكّر في نفسِه أنّه يَستطيعُ أن يَبقى ذاكراً للهِ وفي نفسِ الوقتِ يَعيشُ حياةَ الخُلود..
في تلك اللحظاتِ المُثيرة.. مَدَّت حَوّاءُ يَدَها واقتَطَفَت من ثمارِ الشجرةِ.. أكَلَت منها.. إنها حَقّاً شهيّة. أعطَتْ آدمَ منها.. نَسِيَ آدمُ المِيثاقَ فأكَلَ منها..
وهنا فَرّ إبليس.. راحَ يُقَهقِهُ بصوتٍ شَيطاني.. لقد نَجَحَ في إغواءِ آدمَ وحَوّاء.
الهُبوط على الأرض
وفي تلك اللحظةِ التي أكَلَ فيها آدمُ وحوّاءُ من ثمارِ الشجرةِ.. حَدَثَ شيءٌ عجيب.. تَساقَطَت عنهما ثِيابُ الجنّةِ، أصبَحا عريانَين.. بَدَت لَهُما سَوْآتُهما..
كانت هناكَ شجرةُ تينٍ وشجرةُ مَوزٍ عريضةُ الأوراق، لَجأ إليها آدمُ وحَوّاء..
كانا يَشعُرانِ بالخَجَلِ مِن نَفسَيهِما.. راحا يَخصِفانِ مِن وَرَقِ التِّينِ والمَوزِ، لِيَصنَعا لَهُما ثوباً يَستُرُ ما بدا من سَوآتِهما.
شَعرا بالنَّدمِ والخَوفِ والخَجَل.. لقد ارتَكَبا المَعصية.. لم يَسمَعا كلامَ الله، سَمِعا كلامَ الشيطان.. الذي فَرّ بعيداً وتَرَكهما لوحدهما..
سَمِعَ آدمُ وحوّاءُ صَوتاً يُناديهما.. كانَ صوتُ اللهِ سبحانه، قال: ألَم أنْهَكُما عَن هذهِ الشجرة ؟! ألَم أقُلْ لَكُما إنّ الشيطانَ عَدوٌّ لَكُما فلا يَخْدَعْكُما ؟!
بكى آدمُ بسببِ خطيئته.. وبَكَت حوّاء.. لَيتَهُما لم يَسمَعا كلامَ الشيطان..
قالا وهما يَركعانِ لله في نَدَم: نَتُوبُ إليكَ يا ربَّنا.. فاقبَلْ تَوبتَنا.. تجاوَزْ عن خَطيئتِنا، ربَّنا ظَلَمْنا أنفُسَنا وإنْ لَم تَغفِرْ لنَا وتَرحَمْنا لَنكونَنَّ مِن الخاسِرين.
كانَ آدمُ قد تَعلّم من قبلُ أن المغفرةَ والتوبةَ والندمَ تَغسِلُ الخَطايا.. لهذا تاب.. وأنابَ إلى الله..
اللهُ ربّنا رحيمٌ بمخلوقاتهِ فتابَ عليه، ولكنّ مَن يأكُل من هذهِ الشجرة ومَن يعصي الله؛ عليه أن يَخرُجَ من الجنّةِ، عليه أن يَتطَهَّر من خَطيئتِه..
قالَ اللهُ سبحانه: اهبِطوا إلى الأرض.. اهبِطا أنتما وإبليسُ إلى الأرض.. ستَستَمرّ العداوةُ بينكما وبينه.. سوف يَستمرّ في خداعهِ لكما.. ولكنّ مَن يَتّبعُ أمري.. مَن يتّبعُ كلماتي فسأُعيده إلى الجنّة.. أمّا من يُكذّب ويَكفُر فسيكون مَصيرُه مثلَ مصيرِ الشيطان.
قالَ الله سبحانه: اهبِطُوا بعضُكم لبعضٍ عَدُوّ، ولَكُم في الأرضِ مُستقرٌّ ومَتاعٌ إلى حين.. وفيها تَحْيَونَ وفيها تَموتونَ ومنها تُخرَجون.
اهبِطا منها جميعاً، فإمّا يَأتِينَّكُم مني هُدىً فمَن تَبِعَ هُدايَ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى، ومَن أعرَضَ عن ذِكري، فإنّ له مَعيشةً ضَنْكاً ونَحشُرهُ يوم القيامةِ أعمى.
أصبَحَ آدمُ وحوّاءُ مُؤهَّلَينِ للحياةِ في كوكبِ الأرض.. لقد اكتَشَفَ آدمُ سَوءاتهِ.. أصبَح جاهزاً لأن يكونَ خليفةَ الله في الأرضِ يُعمّرها.. ويَسكنُها.. ولا يُفسِدُ فيها.
لهذا سَجَد له الملائكة.. تَصوَّرت الملائكةُ أن آدمُ سوف يُفسِد في الأرض ويَسفِكُ الدِّماء.. ولكنّ آدم يَعرِفُ أشياءَ لا تَعرفها الملائكة، يَعرِفُ الأسماءَ كُلَّها، يعرف حقائق مهمّة. الملائكةُ لا تَعرِفُ الحرّية والإرادة، ولا تَعرِفُ التَّوبة.. لا تَعرفُ الخَطيبئة. لا تَعرفُ أن الذي يُخطئ يَعرفُ كيف يُصحِّحُ خطأه ويَتُوب.
مِن أجلِ هذا خَلَقَ اللهُ آدمَ ليكونَ له خليفةً في الأرض.
فجأةً وبقدرةِ الله المُطلَقة.. هبَطَ آدمُ وحوّاء.. وهَبَط إبليس.
كلُّ واحدٍ منهم هَبَط في مكانٍ من الأرض.
هَبَط آدمُ فوق قمّةِ جبلٍ في جزيرةِ سَرندِيب (1)، وهَبَطت حوّاء فوقَ جبلِ المَرْوةِ في أرض مكّة.. أمّا ابليسُ فهبَطَ في أخفَضِ نقطةٍ من اليابسة.. هَبَط في وادٍ مالحٍ في البصرةِ قريباً من مِياهِ الخليج.
وهكذا بَدَأت الحياةُ الإنسانيةُ فوقَ سطحِ الأرض، وبدأ الصِّراع.. الصِّراعُ بينَ الشيطانِ والإنسان..
عندما هَبَط أبونا آدمُ وأُمّنا حوّاءُ على سطحِ الأرضِ كانت هناكَ حيواناتٌ كثيرةٌ تعيش.. غيرَ أنها لم تُقاوِم الثلجَ المُتراكَم منذ آلافِ السنين، فماتَت وانقَرَضَت.. كانَ حيوانٌ يُدعى « المامُوث » وهو يُشبِهُ الفيلَ، ولكنّ جِلدَهُ كان مُغطّى بالصُّوف.
كان هذا الحيوان يَجُوب سِيبريا.. وكانَ حيوانٌ آخرُ يُشبه وحيدَ القَرن ولكنّه كان مُغطّى بالصّوف أيضاً.. هو الآخرُ لم يُقاوِمِ الثلوجَ والبَرد، فماتَت أنواعُه وانقَرَضَت..
وكانت هناك طيورٌ عجيبة.. طيورٌ عملاقة ماتَت ولم يَبقَ لها مِن أثر.
وشاء الله سبحانه أن تذوبَ الثلوجُ وينتهي البردُ الشديدُ في الأرض ويعودَ الدفءُ شيئاً فشيئاً.
وشاء الله أن يَهبِطَ آدمُ وحوّاءُ ليكونَ الإنسانُ خليفةً في الأرض.. يَزرَعُ ويَبْني ويُعمّرُ هذا الكوكبَ الجميل.
اللقاء
الملائكةُ كانت تُحبُّ آدم.. تُحبّه لأنّ الله خلَقَه بيده.. وتُحبّه لأنّه خَلَقه وجَعَله أسمى مرتبةً من الملائكة..
الملائكةُ سَجَدت لآدم، لأنّ الله أمرَها بالسُّجود له..
وعندما عصى آدمُ ربَّه وأكلَ من تلك الشجرة.. نَدِمَ وتابَ وأنابَ إلى الله..
اللهُ ربّنا رحيم، قَبِلَ تَوبتَه.. وأهبطَه إلى الأرض ليكونَ خليفتَه..
الأرضُ امتحانٌ للإنسان: هل يَعبُدُ الله أم يَتَّبِعُ الشيطان ؟
الملائكةُ تُحبّ آدمَ وتُحبّ له الخيرَ والسعادة..
تُريد له أن يَعودَ إلى الجنّة، أمّا الشيطانُ فهو يَكرَهُ آدمَ. وهو يَكرَهُ الإنسانَ ويَحقِدُ عليه، لهذا حَسَدَهُ ولم يَسجُدْ له.. استَكبَر على الله..
لهذا أغوى آدمَ وأزلَّه فأكَلَ من الشجرة..
الشيطانُ يكره الإنسانَ، يُضمِرُ له العداوةَ، يُريدُ له الشَّقاء.. يُريدُ له الذَّهابَ إلى الجَحيم.
هَبَط آدمُ على الأرض.. وظَّلَ ساجداً للهِ. كانَ يَشعُرُ بالنَّدِم العميقِ لخطيئته.. تابَ اللهُ عليه.. واجتَباه.. وأصبَحَ آدمُ طاهراً من الخَطيئة..
تَذكّر آدمُ زوجتَهُ حوّاءَ.. آدمُ يُحبّها كثيراً.
كانَ سعيداً بها، ولكنْ لا يَدري أينَ هي الآن.. عليه أن يَبحَثَ لَعلّه يَعثَرُ عليها.
راحَ آدمُ يَضرِبُ في الأرضِ وَحيداً يَبحَثُ عن زوجتهِ حوّاء.
جاء أحدُ الملائكة.. أخبَرَهُ أن حوّاء في مكانٍ بعيد من هذه الأرض.. إنها تَنتظرُك.. هي خائفةٌ وتَبحثُ عنك.. قال له: إذا سِرتَ في هذا الاتّجاه فإنك سَتَعثرُ عليها..
شَعَر آدمُ بالأمل.. وانطَلَق يَبحثُ عن حوّاء.. قطَعَ مسافاتٍ شاسعةً وهو يَمشي..
كان يَمشي حافيَ القَدَمين.
إذا جاعَ تناولَ شيئاً من النباتاتِ البرّية، وعندما تَغيب الشمسُ ويَغمُر الظلامُ الأرضَ؛ كانَ يَشعْر بالوَحشةِ فينام في مكانٍ مناسب.. وكان يَسمع أصواتَ الحيواناتِ تأتي من بعيد..
سارَ آدمُ أيّاماً ولياليَ.. إلى أن وصَلَ إلى أرضِ « مكّة »؛ في قلبهِ شعورٌ أنه سيجدُ حوّاء في هذا المكان.. ربّما خَلفَ هذا الجبلِ أو ذاك..
كانت حوّاءُ تَنتظر، تَصعَدُ هذا الجبلَ وتنَظُر في الآفاق.. ولكنْ لا شيء.. وتَذهَبُ إلى ذلك الجبلِ وتَصعَدهُ لِتَنظُر..
ذاتَ يومٍ رأت حوّاءُ وهي تَنظُر.. رأت شَبَحاً قادِماً مِن بَعيد.. عَرَفت أنّه آدمُ. إنّه يُشبهها.. هَبَطت حوّاءُ من الجبل.. رَكضَت إليه، كانت تَشعُر بالفَرحةِ والأمل..
آدمُ لَمَحها من بعيد.. أسرَعَ إليها، رَكض باتّجاهِ حوّاءَ. وحوّاءُ هي الأخرى كانت تَركضُ باتّجاه آدم.
وفي ظِلال جَبَلٍ يُدعى « عَرَفات » حَدَث اللقاء.. بَكَت حوّاء مِن فَرحَتِها، وبكى آدمُ أيضاً.. ونَظَرا جميعاً إلى السماءِ الصافية.. وشكرا الله سبحانه الذي جَمَع شَمْلَهُما مرّةً أخرى.
العَمَلُ والحياة
لم تكن الحياة في الأرض سهلة. إنّها ليست مِثلَ الجنّة..
الأرضُ كوكبٌ يَدورُ في الفضاء.. تَتَغيّر فيه الفصول.. شتاءٌ باردٌ حيثُ تَنهمِرُ الثُّلوجُ فتُغطّي السُّهولَ والجِبال..
وصيفٌ لاهِبٌ حارٌّ.. وخريفٌ تَتَساقطُ فيه الأوراق.. وتُصبِحُ الأشجارُ مِثلَ الأعوادِ الجافّة..
ثمّ يأتي الربيعُ.. فَتبتَهِجُ الأرض، وتَغْدو خَضراء.. ويَتَذكّرُ آدمُ حياةَ الجنّةِ الطيبّة فيَبكي.. يَحِنُّ للعَودةِ إلى الجنّة وإلى الحياة الطيّبة هناك.
اختارَ آدمُ وزوجتُه بقُعةً جميلةً من الأرضِ، لِيَعيشا فيها.
كانت بعضُ النباتاتِ البرّيّةِ قد نَبَتَت فيها، وأشجارٌ مختلفةُ الشكلِ والثَّمَر..
مَضَت أيامُ السعادةِ في الجنّة.. حَيثُ لا حَرٌّ ولا بَردٌ ولا جُوعٌ ولا تَعَب.
عليهما الآنَ أن يَكِدّا ويَعمَلا.. عليهما أن يَستَعدّا للشتاءِ القادمِ والرياحِ الباردة.. أن يناما في الغارِ قبلَ أن يَنتَهيا من بناءِ كوخٍ لهما مِن خَشَب الأشجار.
كانَ آدمُ يعملُ ويعملُ ويَشْقى.. كانَ يَتصَبّبُ عَرَقاً كلَّ يومٍ وهو يعمل.
فحتّى لا يَموتا جُوعاً، علَيهما أن يَزرعا ويَحصِدا ويَطَحنا ويَعجِنا ثُمّ يَخبزا لَهُما رَغيفَين.
كانا يَتذكّرانِ أيامَ السعادةِ ويَحنّانِ للعودةِ إلى الجنّةِ قُربَ اللهِ الذي خَلَقَهُما.
وكانا يَتذكّرانِ خَطيئتَهُما فيَبكيانِ ويَستَغفران.
وهكذا مَضَت حياتُهما بينَ العملِ والعبادةِ وبينَ التفكير في مُستقبلِ أولادِهما.
وتَمضي الأيامُ تِلْوَ الأيامِ.. وانجَبَت حوّاءُ وَلَداً وبِنتاً.. ثُمّ أنجَبَت وَلَداً وبِنتاً.
أصبَحَ عددُ سكّانِ الأرضِ من البشرِ سِتّةَ أفراد.
فَرِحَ آدمُ وحوّاءُ بأبنائهِما، كانُوا يَكبُرونَ يوماً بعدَ يوم.. أصبحوا شُبّاناً.. قابيلُ وأخوهُ هابيلُ كانا يَذهبانِ مع أبيهما آدمَ يتعلّمانِ منه العملَ؛ حِراثَةَ الأرضِ ورَعيَ الماشية..
أمّا اقليما ولوزا فكانَتا تُساعِدانِ أُمّهُما في أعمالِ المنزل.. الطَّبخِ.. الكَنسِ.. الحِياكة.
الحياةُ تتطلّبُ العملَ والنشاطَ والسعيَ.. وتَمُرّ الأيامُ والأعوام..
قابيل وهابيل
نَشأ قابيلُ قاسياً شَرِسَ الأخلاقِ عَنيفَ الطِّباع، بعكسِ هابيلَ الهادئِ الوَديعِ المُسالِم.
كانَ قابيلُ يُؤذي أخاهُ دائماً.. يُريدُ منه أن يُصبِحَ لَهُ عَبداً يَخدِمهُ من الصباحِ إلى المساء..
يَحرِثُ له الأرضَ، إضافةً إلى عملهِ في رَعيِ الماشية.. حتى يَنصرِفَ هو إلى كَسَلهِ وإمضاءِ وقتِه في اللهوِ واللعبِ. كم ضَرَبَ قابيلُ أخاه!!
وكانَ هابيلُ يتَحمّلُ ويَصبِرُ؛ لأنّ قابيلَ أخوه وشقيقُه..
كانَ يَدعو الله أن يَهدي أخاهُ قابيلَ ويُصبِحَ إنساناً طَيّباً.
كانَ آدمُ يتألّم.. وربّما نَصَحَ ابنَه قابيلَ ألاّ يكونَ شِرِّيراً.. قالَ له مرّةً:
ـ كُن طيِّباً يا قابيلُ.. مِثلَ أخيك..
ومرّةً قال له:
ـ لا تَكُن شرِّيراً يا قابيلُ.. إن اللهَ لا يُحبّ الأشرار.
كانَ قابيلُ لا يَسَمعُ نَصائحَ والدِه.. كانَ يَظُنُّ أنّه أفضلُ من هابيل.. فهو أقوى بكثيرٍ من أخيه.. عَضَلاتُه قوّيةٌ جدّاً، ورأسُه أكبَرُ من رأسِ هابيلَ.. وأطولُ منه قَدّاً..
وكانَ آدمُ يقولُ لابنهِ:
ـ إنّ التَّقيَّ هو الأفضَل.. أن اللهَ ينظرُ إلى القلوبِ يا قابيل.. الإنسانُ الأفضلُ.. هو الإنسانُ الأتقى.
كانَ قابيلُ عَنيداً.. كانَ يَصرُخ:
ـ لا.. لا.. لا أنا أفضلُ منه.. أنا الأقوى.. والأضخَم.
ذاتَ يومٍ صَفَعَ قابيلُ أخاهُ هابيلَ.. صفَعَهُ بقَسوةٍ.
لَمَ يَفعَلْ هابيلُ شيئاً. كانَ يتَحمّلُ أخاه.. هابيلُ قلبُه طيّبٌ يُحبّ أخاه.. يَعرِفُ أنّه جاهل.. هابيلُ يخافُ الله.. لا يُريد أن يكونَ شرِّيراً مِثلَ أخيه.
أرادَ الأبُ أن يَضَعَ حدّاً لشرورِ قابيل.. أرادَ أن يُفهِمَهُ أن اللهَ يُحبّ الطيِّبين.. إنّ الله لا يُحبّ الاشرار، قال لهما:
ـ لِيُقدّمْ كلٌّ مِنكُما قُرباناً إلى الله.. فمَن يَتقَبَّلُ اللهُ قُربانَهُ فهو الأفضَل.. لأنّ الله يَتقبّلُ مِن المتَّقين.
إنطلَقَ قابيلُ إلى حُقولِ القَمح.. جَمَعَ كُوماً مِن السَّنابِلِ كانت ما تَزال طَريّةً لَم تَنضجْ بَعد..
ومضى هابيلُ إلى قَطيعِ الماشية.. فاختارَ كَبشاً سليماً مِن كلِّ عَيب.. اختارَ كبشاً جميلاً وسَميناً.. لأنّه سيُهديهِ إلى الربّ..
قالَ آدمُ لابنَيه:
ـ إذهَبا إلى هذهِ التِّلال..
وَضَعَ قابيلُ كومَ القمحِ تحتَ إبطهِ، ومضى إلى التِّلال.
وراحَ هابيلُ يَسُوقَ كَبشَهُ الجميلَ إلى هناك.. تَرَكَ هابيلُ كبشَهُ فوقَ التلّ، وألقى قابيلُ كومَ القمحِ قريباً منه.. سَجَدَ هابيلُ لله.. بكى خشيةً منه.. نَظَرَ إلى السماءِ الصافيةِ ودعا اللهَ أن يَتقبّلَ قُربانَه.
أمّا قابيلُ فكانَ عَصبيّاً جدّاً.. يَنظُر هنا وهناك كأنّهُ يَبحَث.. كانَ يُريدُ أن يَرى الله.. تُرى ماذا سيكون شَكلُه ؟!
مَضَت ساعاتٌ طويلة.. لم يَحدُثْ شيء..
هابيلُ جالسٌ بِوَداعةٍ يَنظُر إلى السماءِ وقد ظَهَرَت بعضُ الغُيوم.. امتَلأت السماءُ بالسُّحُب.. سَكَنَ الهواء. كان هابيلُ يَدعو اللهَ.. وكانَ قابيلُ يُمسِكُ بصَخرةٍ ويَقذِفُها بعصبيّةٍ فتَتَكسّرُ فوقَ الصُّخور.. كانَ عَصبيّاً لا يَدري ماذا يفعل..
فجأةً لَمَعَ البَرقُ في السماء.. ودَوّى الرَّعدُ.. شَعَرَ قابيلُ بالخَوف.. أمّا هابيلُ فكانَ يَدعو الله. انهَمَرَ المطرُ.. غَسَلَ وجهَ هابيلَ.. غَسَلَ دُموعَهُ.. اختَبأ قابيلُ تحتَ سِنّ صَخريّ..
لَمَع البرقُ مرّةً أخرى وأخرى.. فجأةً انقَضَّتْ صاعقةٌ كالأعصار.. أصابَت الكَبشَ وحَمَلَتُه بعيداً. ابتهَجَ قلبُ هابيل.. بكى فَرَحاً.. لقد تُقبِّل قُربانُه.. إنّ الله يُحِبُّ هابيلَ لأنّ هابيلَ يُحِبُّ الله..
أمّا قابيلُ فقد امتلأ قلبُه بالحِقِد والحَسَدِ.. لم يَتَحمّلْ مَنظرَ كومِ القمحِ وقد بَعثَرتهُ الرِّيحُ.. أمسَكَ بحجرٍ صَخريٍّ وصَرَخَ بأخيه:
ـ لأقتُلَنَّك..!
قالَ هابيلُ بهدوء:
ـ يا قابيلُ يا أخي.. إنّما يَتقَبّلُ اللهُ مِن المتَّقين.
صَرَخَ قابيلُ مرّةً أخرى وهو يُلوِّحُ بِقَبضَتهِ:
ـ سأقتُلُك.. إنّني أكرَهُك!
شَعَر هابيلُ بالحزنِ.. لماذا يَكرَههُ أخوه ؟! ماذا فَعلَ لكي يَحقِدَ عليه ؟!
قالَ بمرارةٍ وألم:
ـ لَئن بَسَطتَ إلَيّ يَدَكَ لَتقتُلَني ما أنا بِباسِطٍ يَديَ إليكَ لأِقتُلَك.. إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالَمين..
انتَ تَظلِمُني يا قابيلُ.. وإذا ما قَتَلتَني فسوفَ يكونُ مَصيرُك النارَ.
قابيلُ يُفكّرُ بطريقةٍ وحشيّة.. فما دام هو الأقوى فمِن حقِّه أن يُسيطرَ على أخيه.. أن يَستَعبِدَه.. أن يُسَخِّرَهُ كما يُسخِّرُ الحيواناتِ الأُخرى..
انصَرَفَ هابيلُ إلى عَمَلِه يَرعى ماشِيَتَه.. نَسِيَ تهديداتِ أخيه.. كانَ يَرعى الماشيةَ في التِّلالِ والوِديانِ الخضراءِ الفَسيحةِ، يَتأمّلُ ما حوله بِحُبّ..
يملأ الإيمانُ قلبَه بالسلام.. ينظرُ إلى خِرافهِ وهي تَرعى في المُروج..
كلُّ شيء هادئ.. منَظرُ الشمسِ في الأصيلِ جميلٌ.. الأُفقُ الازرقُ الصافي.. وخَريرُ الجَدولِ وهو يَجري في الوادي الفَسيح.. والطيورُ البيضاءُ وهي تُحلّقُ في الفضاء الأزرق.. كلُّ شيءٍ جميل.. ومَحبوب..وهناك خَلفَ التِّلال كانَ قابيلُ يُسرِع نحوَ أرضِه.. كان عصبيّاً، وزادَ مِن عصبيّتهِ أنه كانَ جائعاً.. رأى مِن بعيدٍ أرنباً فركضَ فطارَدَه.. قَذَفهُ بحجرٍ، تَعثّرَ الأرنبُ.. انكسَرَت رِجلُه.. لَم يَعُد قادراً على الفِرارِ والنَّجاة..
أمسكَ قابيلُ به.. قَتَلَهُ.. وأكَلَه.. رمى بالباقي فوقَ الأرض..
هَبَطَت بعضُ النُّسورِ وراحَت تَتناولُ من الفَريسةِ.. قابيلُ فكّر في نفسِه.. لو كان ضَعيفاً.. لأكَلَتهُ النُّسور.. لماذا لا تأكُلني هذه الطيورُ المُخيفة.. لأنني قويّ.. القويُّ هو الذي يَستحقُّ الحياة.. وعلى الضُّعفاءِ أن يموتوا!
مرّةً أخرى فكّر قابيل بطريقةٍ وحشيّة.. إنّه لا يَعرِفُ الحقَّ والباطلَ، أن يكون الإنسان طيّباً أفضلُ من أن يكون شرّيراً. مرّة أخرى شَعَر بالحِقِد والحَسَدِ لأخيه.. تركَ أرضَهُ وحُقولَهُ ومضى نحو التِّلال..
راحَ ينظُر إلى أخيه هابيلَ في السُّفوحِ الخضراء.. والماشيةُ ترعى بسلام..
كانَ هابيلُ مُستَلقياً فوقَ العُشبِ الأخضر.. ربّما كانَ نائماً.. هكذا خَطَر في بالِ قابيلَ. اشتَعَل الحِقدُ في نفسِه أكثَر.. اشتَعلَ الغَدرُ في قلبِه.. انحنى ليَلتَقِط حَجَراً مُسَنَّناً.
ربّما فَكَّر أنّها فرصةٌ لِقَتلِ هابيل.. لِلتخلّصِ من أخيهِ إلى الأبد.
انحدَرَ قابيلُ من التلّ.. اقتَربَ من أخيه.. كانَ حَذِرا جدّاً مثلَ نَمرٍ شَرِس.. عَيناهُ تَبرقانِ بالجَريمةِ والغَدر..
كانَ هابيلُ غافياً.. شَعَر بالتّعبِ من كثرةِ ما دار في المراعي.. لهذا وَضَع رأسَه على صخرةٍ مَلساء وتَمدّدَ فوقَ العشُب ونام.. في وجههِ ابتسامةٌ وأمل..
كانَ نومُه هادئاً؛ لأنه يعرفُ أن هذا الوادي لا تَرتادُه الذِّئابُ ولا الخنازير، لهذا تَرَك ماشيتَه ترعى بسلام.
لم يَخطرْ في بالهِ أنّ هُناك مَخلوقاً آخرَ أكثرَ فَتْكاً من الذئاب..
قابيلُ شقيقُه الوحيدُ في هذه الدنيا الواسعة!
أصبحَ قابيلُ قريباً منه.. وَقَع ظِلَّهُ على وجهِ أخيهِ النائم.. فَتَحَ هابيلُ عَينَيهِ، ابتسَمَ لأخيه.. ولكنّ قابيلَ كانَ قد تَحوّل إلى وحش.. أصبَح مِثلَ الذئبِ، بل أكثرَ قَسوَة..
انقَضَّ على أخيه بالحَجَرِ وضَرَب جَبهتَه.. سالَت الدماءُ على عينَي هابيل.. فَقَدَ وَعيَه.. وكانَ قابيلُ يُواصِلُ الضَّرب.. إلى أن سَكَنَت حركةُ هابيلَ تماماً.
لَم يَعُد هابيلُ يتحرّك.. لَم يَعُد يَفتَحُ عَينَيه الواسعتين.. لم يَعُد يتَحدّث ولا يَبتسم.. إنه لا يَستطيعُ العَودةَ إلى كوخِه.. بَقِيَت ماشيتُه دونَ راعٍ.. سَتَتيه في هذه التلالِ والوِديانِ.. سَتفترسُها الذئاب..
كانَ قابيلُ يَنظرُ إلى أخيه.. وكانَت الدِّماءُ ما تزالُ تَنزِفُ من جبهِته.
تَوقّفَ نَزفُ الدم.. ظَهَرت في السماء نُسورٌ راحت تَحُوم..
حارَ قابيلُ ماذا يَفعل ؟.. حَمَلَ جَسدَ أخيهِ وراحَ يَمشي.. لا يَدري أين يَذهَبُ بهِ، كيف يُبعِده عن هذه النُّسورِ الجائعة ؟!
شَعَر بالتَّعب.. الشمسُ تَجنَحُ نحوَ الغُروب.. وضَعَ جسدَ أخيه فوق الأرض.. وجلسَ ليستريح..
فجأةً حَطّ غُرابٌ بالقربِ منه.. كانَ يَنعَبُ بشدّةٍ يصيحُ: غاق.. غاق.. غاق.. ربّما كان يقول له: ماذا فَعَلتَ بأخيكَ يا قابيل ؟! لماذا قَتَلتَ أخاك يا قابيل ؟!
راحَ قابيلُ يُراقبُ حركاتِ الغُراب.. الغُرابُ كانَ يَبحثُ في الأرض.. يَنبشُ التراب.. صَنَع فيها حفرةً صغيرة.. التقَطَ بمنقارهِ ثمرةً من الثمارِ الجافّة وألقاها في الحفرة.. راحَ يُهيلُ عليها التراب..
شَعَر قابيلُ بأنه اكتَشَف شيئاً مهمّاً.. عرَفَ كيف يُواري أخاه.. يَحفَظُه من النُّسور والذئاب.. أمسكَ بعظمٍ ربّما كان فَكَّ حمارٍ ميّتٍ أو حصانٍ أو حيوانٍ آخر.
راحَ يَحفرُ في الأرض.. كانَ يَتصبّبُ عَرَقاً، صَنَع حُفرةً مناسبة.. لا يُمكنُ للنسورِ ولا للحيوانات أن تَنبشَها. حَملَ جسدَ أخيه ووضعَهُ في الحفرةِ، وراح يُهيلُ عليه التراب..
بكى قابيلُ كثيراً.. بكى لأنّه قتَلَ أخاه.. وبكى لأنه كان عاجزاً عن فعلِ شيء..
الغرابُ هو الذي علّمه كيف يُواري سَوْءةَ أخيه..
إنّه مخلوقٌ جاهلٌ لا يعرفُ شيئاً.. يتعلّمُ من الغُراب! نَظَر قابيلُ إلى كفَّيه، نفَضَ منهما التراب. ماذا فعلتَ بنفسكَ يا قابيل ؟!
كيف طَوَّعَت لكَ نفسُك قَتْلَ أخيك.. ماذا كَسَبت ؟! ماذا حَصَدتَ من عملِك سوى النَّدم والألم ؟! غابت الشمس.. خَيَّم المساء.. وملأ الظلامُ الوادي، وعاد قابيلُ إلى كوخه..
مِن بعيدٍ وقبل أن يَصِل إلى الكوخِ رأى ناراً.. ناراً متأجّجة.. خافَ قابيلُ.. أصبحَ يخشى النار.. النارَ التي أخذَتْ قُربانَ أخيه ورَفَضَت قُربانَه.. أراد أن يَفِرّ.. ولكن إلى أين ؟
رأى أباهُ آدمَ ينتظرُ.. كانَ ينَتظرُ عودةَ ابنَيه.. عادَ قابيلُ وحيداً..
شَعَر آدم بالحُزنِ والقلقِ.. سألَ ابنَه:
ـ أينَ أخوك يا قابيل ؟
قال قابيلُ بعصبيّة:
ـ وهل أرسلتَني راعياً لابنِك ؟!
أدرك الأبُ أن شيئاً ما قد حَصَل.
قالَ لقابيل:
ـ أين فَقَدتَه ؟
قالَ قابيلُ:
ـ هناكَ في تلك التلال.
قال الأب:
ـ خُذْني إلى ذلك المكان.
قابيلُ أشار إلى المكان.. وراحَ يَمشي وأبوه يمشي وراءه.. سَمِعا من بعيدٍ ثُغاءَ الأغنامِ والماعزِ، ورأى آدمُ الماشيةَ مُبعثرَةً في الوادي.. صاح:
ـ هابيل.. أين أنتَ يا هابيل ؟!
لكنّ أحداً لم يُجِب.. تَحت ضوء القمرِ رأى آدمُ شيئاً يَلمَعُ فوقَ الصخور.. فوقَ الأرض.. شمَّ رائحةً غريبة.. أدرك آدمُ كلَّ شيء.. عرفَ أن قابيلَ قد قَتلَ أخاه، هتَفَ بغضب:
ـ اللعنةُ عليك يا قابيل.. لماذا قتلتَ أخاك ؟! لم يَخلُقْكَ اللهُ لِتُفسِدَ في الأرضِ وتَسفِكَ الدماء.. اللعنةُ عليك..
فَرّ قابيلُ.. تاهَ في الأرض.. راحَ يَعدو مثلَ المجنون.. ينامُ في المَغارات، يَركَعُ للنار.. يَسجُد لها. أصبَحَ يخافُ منها.. أصبَحَت حياتُه عذاباً وندماً.
وعادَ آدمُ إلى الكوخ حزيناً يبكي من أجل ابنهِ هابيل.. هابيل الطيّب التقيّ.. هابيل المظلوم..
بكى آدمُ أربعينَ يوماً.. وبَكَت حوّاءُ من أجل وَلَدَيها.. وأوحى الله إلى آدم أنه سَيَرزقُه وَلداً آخر.. ولداً طيّباً مثل هابيل.. ومَضَت تسعةُ أشهر.. وأنجَبَت حوّاءُ ولداً جَميلاً وجهُه يُضيء كالقمر..
فَرِحَ آدمُ.. ملأت البهجةُ قلبَه.. لقد عَوّضه الله عن هابيلَ بولدٍ مثلِه.. سبعةُ أيام وآدمُ يفكّر في اسمٍ لولده.. وفي اليومِ السابع قال لزوجته:
ـ نُسمّيه شيث.. هبةَ الله.. لأن الله قد أهداه لنا..
وتمضي الأيامُ والأعوام.. وكَبُر شيث، وأصبحَ آدمُ شيخاً كبيراً.. وأصبحت حوّاء إمرأةً عجوزاً..
وكان آدمُ راضياً.. لقد كَبرَ ابناؤه وأصبح له أحفادٌ وذرّية.. يَعملونَ ويَزرعونَ.. ويَبنونَ.. ويَعبُدونَ الله.. وهناك في مكانٍ ما يعيشُ قابيل.. هو الآخَرُ أصبحَ له ذرّيةٌ في الأرض.
وذاتَ يومٍ قال آدمُ لولده شيث:
ـ أشتَهي عِنَباً يا ولدي..
نَهضَ شيث وانطلَقَ إلى البساتينِ الواسعةِ حيث تَنبُتُ الكُروم.. اقتَطَفَ بعضَ العناقيدِ الناضجةِ وعادَ إلى أبيه.. ولكنّ آدمَ قد تُوفّي.. عادَ إلى الجنّة.. بعد أن عاشَ في الأرض ألفَ سنة..
 بسم الله الرحمن الرحيم 

 واتلُ عليهم نبأ ابنَي آدمَ بالحقِّ إذْ قرّبا قُربانا فُتُقِبّلَ مِن أحدِهما ولم يُتَقبَّل مِنَ الآخرِ قالَ لأقتُلنّك قال إنّما يتقبّلُ اللهُ مِن المتّقينِ * لئن بسطتَ إليّ يدَك لِتقتلَني ما أنا بباسطٍ يديَ إليكَ لأقتلَك إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين * إنّي أُريدُ أن تبوءَ بإثمي وإثمِك فتكونَ مِن أصحابِ النّارِ وذلك جزاءُ الظّالمين * فطوّعَتْ له نفسُه قَتْلَ أخيه فقتَلَه فأصبحَ مِن الخاسرين * فبعَثَ اللهُ غُراباً يَبحثُ في الأرضِ لِيُريَه كيف يُواري سَوءةَ أخيه قال يا وَيلتى أعَجَزْتُ أن أكونَ مِثْلَ هذا الغرابِ فأُواريَ سَوءةَ أخي فأصبحَ من النّادمين  (2).
 بسم الله الرحمن الرحيم 

 وإذْ قالَ ربُّك للملائكةِ إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدّماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِكَ ونُقدّسُ لكَ قالَ إنّي أعلَمُ ما لا تَعلمون * وعلّم آدمَ الأسماءَ كلَّها ثمّ عَرَضَهُم على الملائكةِ فقالَ أنبِئوني بأسماءِ هؤلاءِ إن كُنتُم صادِقين * قالوا سبحانَك لا عِلمَ لنا إلاّ ما عَلّمتَنا إنكَ أنتَ العليمُ الحكيمُ * قالَ يا آدمُ أنْبِئهُمْ بأسمائِهِم فلمّا أنبأهُم بأسمائِهم قالَ ألَمْ أقُلْ لَكُم إنّي أعلَمُ غَيبَ السّماواتِ والأرضِ وأعلَمُ ما تُبْدُونَ وما كُنتم تَكتُمونَ * وإذْ قُلنا للملائكةِ اسجُدوا لآدمَ فَسَجدوا إلاّ إبليسَ أبى واستَكبَر وكانَ مِن الكافرين * وقُلنا يا آدمُ اسكُنْ أنتَ وزَوجُكَ الجنّةَ وكُلا مِنها رَغَداً حَيثُ شِئتُما ولا تَقْرَبا هذهِ الشّجرةَ فتَكونا مِن الظّالمينَ * فأزَلَّهُما الشّيطانُ عنها فأخرَجَهُما مِمّا كانا فيهِ وقُلنا اهبِطوا بعَضُكُم لبعضٍ عَدُوٌّ ولَكُم في الأرضِ مُستَقَرٌّ ومَتاعٌ إلى حِينِ * فَتَلقّى آدمُ مِن ربِّه كلماتٍ فتابَ عليهِ إنّه هُوَ التَّوّابُ الرّحيمُ * قُلنا اهبِطوا مِنها جَميعاً فإمّا يأتينّكُم مِنّي هُدىً فمَن تَبِعَ هُدايَ فلا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنُون  (3).